Selasa, 07 Juli 2015

التغيّر اللغوي

التغيّر اللغوي
مقدمة
لا خلاف في أن اللغات لها قوانين الطبيعية، وهي تطور دائم ومستمر. وإن لهذا التغير والتطور أسبابًا وعوامل تساعد على هذا التغير وتنميه. واللغة هي الوسيلة الوحيدة للتفاهم والتعامل بين أفراد المجتمع الواحد الذين يعيشون في بيئة واحدة. فيكون ارتباطها قويا بالمجتمع.
واللغة كائن حي، فهي تحيا على ألسنة المتكلمين بها، تتطور وتتغير بفعل الزمن كما يتطور الكائن الحي ويتغير وهي تميل بطبيعتها إلى التغير، وفي ذلك قال ماريوبي: " إن الاتجاه الطبيعي للغة  هو اتجاه يبعدها عن المركز، فهي تميل إلى التغير، سواء خلال الزمن أو عبر المكان، إلى الحد الذي لا توْقِفُ تياره العوامل الجاذبة نحو المركز...وهذه الخاصية العالمة للغة تشكل الأساس في كل تغيير اللغوي.[1]

وفي مجال التغير اللغوي هناك أنواع، وقد يصيب النظام الصوتي، وقد يصيب النظام النحوي والنظام النحوي وقد يقع في دلالة الألفاظ والمعجمة. وهذه سيبحث في هذا البحث.

البحث
أ‌)      مفهوم التغير اللغوي
يقصد بالتغير اللغوي إلى معنيين رئيسين[2] :
1-                       تغير يصيب اللغة بفعل عوامل داخلية أو خارجية
2-                        انتقال ظاهرة لغوية من حالة إلى حالة أخرى أو حلول ظاهرة لغوية محل ظاهرة لغوية أخرى في مرحلة من مراحل تاريخ اللغة المعينة.
ب‌)                       أسباب التغير اللغوي
رأى اللغويون بأن الأسباب التي أدت إلى التغير اللغوي إما أن يكون هناك أسبابا خارجية أو داخلية. [3]
والأسباب الخارجية منها:
-        تأثير لغة في أخرى
-        التغير نابغ من امتزاج بين الثقافات واحتكاك بين الحضارات
-        قد يكون التغير ناجما عن هجرات سكانية سليمة أو فتوحات استعمارية أو غزوات حربية.
أما أسباب التغير الأخرى فهي داخلية، منها :
-        استعمال الألفاظ أجنبية مستحدثة بدلا من ألفاظ غربية. فينشأ عن ذلك تهذيب في اللغة يساعد على انتشارها. ومن أمثلة ذلك انتشار كلمات مستعارة من اللغات الأوروبية مثل : انترنيت، فيديو، بوتيك، وغيرها
-        القياس، بمعنى أن التغير طرأ في بادئ الأمر على كلمة واحدة ثم شاع استعماله قياسا على كلمات أخرى. مثل المفرد يجمع بإضافة – ات ، قلم – قلمات، كلب – كلبات.
-        الميول الطبيعية لدى سائر البشر صوب بذل الجهد الأقل والاتصال والأوضح، وطبقا لهذه النظرة فإننا نفسر حذف بعض الأصوات أو إذغامها، مثال قلب الهمزة إلى صائت كما في كلمة بئر ، فأس ، كأس أصبحت بير، فاس، كاس.
-        الاتصال الثقافي، والتمدن ، والتصنيع، لأن اللغة لها ارتباطها القوية للمجتمع.
ت‌)                       أنواع التغير اللغوي
وقد كان التغير يصيب النظام الصوتي برمته أو جزءا منه، وقد يصيب النظام النحوي وقد يقع في دلالة الألفاظ وفي المفردات[4]. وهي ما يلي :
التغير الصوتي، وهو التغير الذي حدث في مستوى الصوت المفرد أو الحركة، وهو بطيئ الحدوث إذ قد يستغرق الآف السنين أو مئات السنين ومحدود بمكان معين، لأن معظم التغير الصوتي يقتصر أثرها على بيئة معينة.
 ونجد تغيرالنظام الصوتي في الأشكال الآتية:
أ‌-   اختفاء أصوات قديمة من اللغة، مثل الذي حدث في بعض الأصوات العربية. صوت الضاد القديمة أقل شدة مما ينطق بها العرب الآن.
ب‌-         تحول صوت إلى صوت آخر، مثل في العامية المصرية عند مقابلتها بالنظام الصوتي للعربية الفصحى. فقد فقدت العامية المصرية فونيم " ث "، وحل محله فونيم "ت" في أغلب الكلمات، منها: ثمن صار تمن، وثوم صار توم، وثلاثة صار تلاتة.
ت‌-         استحداث أصوات جديدة في اللغة، مثل صوت الجيم العامية، فإنه في اللهجات الحديثة، قد أصبح كافا مجهورة تنطق من الطبق مع إعمال الأوتار الصوتية في نطق أهل القاهرة.
التغير الصرفي
يقصد بالتغير الصرفي هو التغير الذي يقع في مستوى الكلمة، ومن أمثلة ذلك في اسم الفاعل من الفعل "قرأ"  هو "قارئ" ولكن المعاصرين يقولون: " مقرئ ".
وكذلك إن اسم المفعول من الفعل الأجوف "دان" هو مَديْن" لكن المعاصرين يقولون مديُوْن.
ويشيع استخدام كلمة" مَبْوَلة" للدلالة على المكان المخصص لكي يبول فيه الشخص خارج المنزل، وقياس اسم المكان في الفعل بال هي "مَباَلة".
ومن مثال  شكل التغير الصرفي في ظبط عين المضارع:
الماضي
المضارع
الخطأ الشائع
الصواب
نقل
يَنْقِل
يَنْقُلُ، لأنها من باب نصر  ينْصُرُ
هدف
يهْدِفُ
يهْدُفُ، لأنها من باب: نصر  ينْصُرُ
كسب
يكسَبُ
يكسِبُ، لأنها من باب ضرب يضْرِبُ

التغير النحوي
وهو التغير الذي يقع في مستوى الجملة. فقد لا يكون التغير فيه خروجا عن قواعد اللغة العربية ، ولكن المعنى المعبر عنه بهذا التركيب معنى مستحدث. ومن أمثلة ذلك ما يلى[5]:
1-           يلعب دورا هاما، ويقابله بالإنجليزية: play an important part
2-           الاستهلاك المحلي، ويقابله بالإنجليزية : local consumption
3-            أنا كَمسلم...أنا كَمصري... وهذا النمط مصوغ على نمط التعبير الإنجليزي : I am as moslem, I am as Egyptian.
4-           استعمال الفعل "أكّد" في العربية المعاصرة متعديا بحرف الجر "على" في مثل قولهم: أكّد على الحقيقة وأكّد على الأمر، والصواب: أكّد الحقيقة وأكّد الأمر.
التغير الدلالي
وهو أن يقع التغير في مستوى الدلالي، وذلك بسبب التوسع في استعمال الألفاظ لمعان جديدة ودلالات مستحدثة، ومن أمثلته ما يلى:
1-           كلمة " جيل- أجيال" كان استعمالها في القديم في مجال الأحياء نباتية أو حيونية أو بشرية، مثل الشاهد في :تم تطوير أجيال حديث من الكمبيوتر تستوعب كل المعطيات.
2-           القناعة، استعمالها في القديم كان في مجال الرضا النفسي، في حين أصبحت تستعمل في العربية المعاصرة بمعنى الاقتناع، وهو في مجال الرضا العقلي.
3-           كلمة " نهش" تطورت دلالتها في المعاصرة من العضّ دون الجرح ( الدلالة القديمة) إلى معنى حركة الأنياب والأسنان في جسد آخر للأخذ من لحمه أوتجريحه.
4-           كلمة مَرَه عامية من ( امرأة ) نقول ( جائت المرة ) في فلسطين مثلا أو في بلاد شام عامة ولكن لوقلت هذه الكلمة في مصر ( مرة ) لدلت على معنى آخر قبيح لأن البيئة المصرية تعارفت على كلمة سيدة مثلا أو مدام أو ست.[6]
و التغير الدلالي الذي يصيب مفردات اللغة من حيث المعنى ما يلي:
1-           اتساع المعنى، مثل كلمة "هاتف" فأصلها اسم فاعل من فعل " هتف" أي نادى، فصارت تعني جهاز التلفون المعروف.
2-           ضيق المعنى، بعض الكلمة تتحول دلالتها من المعنى الكلي إلى المعنى الجزئي أو يضيق مجالها. مثال كلمة" حرامي" فهي في الحقيقة نسبة إلى الحرام، ثم تخصصت دلالتها واستعملت بمعنى اللص.
3-           التعبير الاصطلاحي. كثير من الكلمات يتغير معناها بسبب معنى اصطلاحي أعطيَتْ له باتفاق مجموعة فرعية ذات ثقافة مختلفة. فكلمة زكاة تعني أصلا طهارة فصارت الكلمة تعني الزكاة التي هي أحد أركان الإسلام الخمسة.
التغير المعجمي
كان التغير المعجمي يصيب اللغة جميعا وأسرع حدوثا.
ويتخذ التغير المعجمي عدة أشكال، وهي ما يلي[7]:
1-           ظهور كلمة جديدة، مثل "مجلس الأمن، الشرعية الدولية، تعويم العملة وغيرها. ومنشأ هذا التغير هو تطور الخبرة البشرية فتظهر خبرات جديدة ومعان جديدة. فهذا الأمر الذي يؤدي إلى استحداث تعبيرات جديدة ومفردات جديدة.
2-           هجران المفردات، بعض المفردات تكون نادرة الاستخدام أو مجهورة وتتحول إلى مفردة معجمية فقط. أي أصبحت مفردات خاملة لا يستخدمها الناس. مثال هناك من يقول : " انظر إلى الهزبر[8]" ولا نجد هذه الكلمة المستخدمة في كلام العرب غير الشاعر لضرورة الوزن والقافية.
3-           التعريب[9]، ومن الكلمات المعربة التي استعملها المعاصرون: إيديولوجيا، تكنولوجيا، ملايينير وغيرها.
4-           الاقتراض، كثيرا ما تقترض لغة ما من كلمات تجري عليها بعض التعديلات الصوتية والصرفية أحيانا أو تقترضها دون تعديل. ومن مثال الاقتراض في العربية كلمة تلفون، والتلفزيون. فالتلفون أشيع من الهاتف. وكذلك التلفزيون أشيع من من الرائي.
الخلاصة
1- عرّف اللغويون بالتغير اللغوي هو تغير يصيب اللغة بفعل عوامل داخلية أو خارجية أو انتقال ظاهرة لغوية من حالة إلى حالة أخرى أو حلول ظاهرة لغوية محل ظاهرة لغوية أخرى في مرحلة من مراحل تاريخ اللغة المعينة.
2-  أسباب التغير اللغوي:
-        تأثير لغة في أخرى
-        التغير نابغ من امتزاج بين الثقافات واحتكاك بين الحضارات
-        قد يكون التغير ناجما عن هجرات سكانية سليمة أو فتوحات استعمارية أو غزوات حربية.
-        استعمال الألفاظ أجنبية مستحدثة بدلا من ألفاظ غربية.
-        القياس
-        الميول الطبيعية لدى سائر البشر
-        الاتصال الثقافي، والتمدن ، والتصنيع،
3-  أنواع التغيرالذي يقع في اللغة:  التغير الصوتي، التغير الصرفي التغير النحوي التغير الدلالي  و التغير المعجمي.

قائمة المراجع
عفيف الدين، محمد. محاضرة في علم اللغة الاجتماعي. الطبعة الأولى. سورابايا: مطبعة دار العلوم اللغوية، 2010.
عبد الرحمن، أحمد. عوامل التطور اللغوي. الطبعة الأولى. بيروت: دارالأندلس، 1983.






[1]  محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، الطبعة الأولى، ( سورابايا: مطبعة دار العلوم اللغوية، 2010)، ص: 113.
[2]  محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، ص: 114
[3]  محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، ص: 115
[4] محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، ص 117.
[5] محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، ص 122-123.
[6]  أحمد عبد الرحمن حمّاد، عوامل التطور اللغوي ، الطبعة الأولى،( بيروت: دارالأندلس، 1983) ص: 138.

[7]  محمد عفيف الدين دمياطي، محاضرة في علم اللغة الاجتماعي، ص 126-127.
[8]  الهزبر هو الأسد كما في المعجم
[9]  هو ما استعملته العرب من الألفاظ الموضوعة لمعان في غير لغتها بحيث يصبح عربيا إذ يدخل في اللغة  العربية ويشتق منه ويدخل في الميزان الصرفي والصيغ العربية. انظرعوامل التطور اللغوي لأحمد عبد الرحمن حماد، ص 85.

Tidak ada komentar:

Posting Komentar